عن عام مضى


 في هذه التدوينة سأكتب عن بعض أهدافي في العام الماضي , ما نجحت في تحقيقه و ما لم أنجح و عن أهدافي للعام القادم إن أمدّ الله في الآجال .. لنبدأ >>  

لماذا نضع أهدافاً :
تحديدك لأهدافك يعني أن تمتلك رؤية واضحة لحياتك دون أن تغرقك الحياة بتفاصيلها التافهة .. أن تعرف طريقك وسط هذا الزحام .. أن تمتلك إجابة واضحة لسؤال "عَن عُمُرِه فيما أفناهُ" .. أو ربما للتفاخر أمام الناس و نيل إعجابهم  فكلها أسباب..

عن العام الماضي :

1- القراءة 
  • كلنا بلا شك نعي أهميتها لكننا دائما ما نخدع أنفسنا بحجة عدم توفر الوقت .. و كأنها نافلة يثاب فاعلها و لا يعاقب تاركها .. كنت قد وضعت لنفسي هدفا بإنهاء 12 كتاب في العام , تقريبا كتاب كل شهر .. للأسف أنهيت ثمانية كتب فقط  حسب إحصائيات موقع  قودريدز .. لكن الشئ الجيد أني بدأت بتكوين عادة القراءة مما يعني رقما أفضل في العام القادم بإذن الله ..

  •  عبقرية عمر : طرح أدبي رائع للعقاد رحمه الله يتحدث فيه عن صفات سيدنا عمر بن الخطاب  رضي الله .. الكاتب لديه سلسلة كاملة تعرف بسلسلة العبقريات .. ربما أختار منها كتابا آخر بإذن الله
  • أفكار من وحي الحياة : كتاب خفيف يحكي فيه الكاتب بعض القصص ثم يستخلص منه الدروس و الحكم , يعيبه أن بعض القصص خيالية ..
  •  الساعة 7:46 : رغم غرابة الاسم و الذي ستعرف سببه في أول قصة يحكيها الكاتب إلا أنه كتاب رائع .. يشبه الكتاب السابق في سرد القصص و استخلاص الدروس منها .. لكن الفرق أن كل قصصه واقعية بل و معظمها من حياة الكاتب نفسه .. بالإضافة إلى أسلوب الكاتب (عبد الله المغلوث) الرائع ..
  •  لأنك الله : كتاب خفيف يتحدث عن بعض أسماء الله و كيف نعيشها في حياتنا .. أجمل ما في الكتاب هو الإهداء 

إلى التي قالت لي ذات ليلة ، وأنا في السابعة من عمري
هل صليت العشاء؟

فقلت لها - كاذبًا - نعم !
فنظرت إليَّ نظرة شك ، وقالت:
قل ما شئت ، ولكنه قد رآك!
فأفزعتني "قد رآك" هذه 
وجعلتني أنهض لأصلي ، رغم ادعائي الكاذب ..
إلى أمي

  •  ثم صار المخ عقلا : كتاب رائع للدكتور عمرو الشريف .. الكتاب يناقش قضية العقل (نشأته و مصدره و آليته ) .. واجهتني صعوبة في قرائته فالكتاب يحتوي على الكثير من المعلومات المثيرة عن آلية عمل المخ .. لكنه يفتح بابا عظيما من التساؤلات عن هذه القدرة العظيمة لدى الإنسان ..
  •  التهم هذا الضفدع : للكاتب براين تريسي .. الكتاب ينتي إلى فئة تطوير الذات و يعطي نصائح لحل مشكلة ترتيب الأولويات و البدء بالمهام الأصعب .. سألخص هذا الكتاب في تدوينة منفصلة بإذن الله ..
  •  مزرعة الحيوان : للكاتب جورج أورويل .. الرواية الوحيدة التي قرأتها هذا العام .. تناقش الثورة الشيوعية بأسلوب ساخر و جميل رغم قصرها إلا أنها رائعة ..
  •  هي هكذا : للدكتور عبد الكريم بكار .. يناقش فيه الدكتور مجموعة من السنن الإلهية بأسلوبه الخاص ليستخلص منها الدروس و العبر .. اقتباس أعجبني :
    البنية النفسية للإنسان هشة جدا حيث تستخفه كلمة ثناء و تفتنه نظرة و تقض مضجعه كلمة 
2- التعلم الذاتي :
يعتبر التعلم الذاتي مصدرا مهما من مصادر اكتساب المعرفة و المهارات ولا غنى لكل طالب علم عنه . كتبت تدوينة سابقة عن تجربتي معه .. 
الحقيقة أني لم أمتلك رقما واضحا لعدد الكورسات التي كنت أنوي إنهائها ولم أحدد مجالات بعينها  .. ربما كان ذلك سببا في مماطلتي في كثير منها لكن لا بأس بما حققته في العام الماضي .. تقريبا خمس شهادات كلها في مجال تخصصي

3- التدوين 
منذ أن تعرفت على المدونات الشخصية قبل خمس أو ست سنين تقريبا و امتلاك مدونتي الخاصة  كان حلما بالنسبة لي .. 
 إلى أن قررت أن أحقق هذا الحلم في عام 2017 .. لكن للأسف كتبت أربع تدوينات فقط في ذلك العام .. بعد ذلك وضعت لنفسي هدفا أن أكتب 12 تدوينة في عام 2018 بمعدل تدوينة كل شهر .. لكن مرة أخرى فشلت في تحقيق هذا الهدف .. كتبت خمس تدوينات ثلاث منهن فقط رأين النور .. و هذه هي الرابعة و إن كانت في العام الجديد 😅 .. و سبب في فشلي في هذا الهدف في التحديد هو ما يعرف بال (Perfectionism ) أو طلب الكمال .. كلما بدأت بالكتابة أشعر أن ما كتبته سيئ ولا يستحق النشر فأحذفه .. حتى في كتابة هذه التدوينة عانيت من هذه المشكلة .. حتى أقنعت نفسي أن سأنشرها على كل حال و إن كانت سيئة  ..

4- الخط العربي:
منذ طفولتي و أنا مغرم بفنون الخط العربي .. قررت في العام الماضي أن أبدأ بداية جادة في تعلم خط الرقعة ووصلت إلى مستوى لا بأس به .. لكن رغبتي في الحصول على نتائج سريعة أشعرتني بعدم التقدم مما أدى إلى توقفي في منتصف الطريق .. وهي مشكلة علي أن أبحث لها عن حل ..

عن العام القادم : 

" إنني أريد أن آخذ حقي من الحياة عنوة. أريد أن أعطي بسخاء، أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع ويثمر. ثمة آفاق كثيرة لابد أن تزار، ثمة ثمار يجب أن تقطف، كتب كثيرة تقرأ، وصفحات بيضاء في سجل العمر، سأكتب فيها جملاً واضحة بخط جريء.. " - الطيب صالح

القراءة : لا شك ستظل هدفاً رئيسياً و بنفس عدد العام الماضي .. أخاف أن أرفع سقف طموحاتي أكثر فأُحبط نتيجة الفشل😅 لذلك سأبقي الرقم كما هو  .. ربما ألخص ما أقرأ في تدوينة  فأضربُ عصفورين بحجرٍ واحدٍ ..
التعلم الذاتي : لدي الرغبة في تجربة مجالات  مختلفة  لكن أول  مساق أود إنهائه هذا العام هو Learn How To Learn .. فمعرفة الطريقة الصحيحة للتعلم لا شك سيكون لها أثر إيجابي في تحصيل المعرفة ..
التدوين : لا زلت مبتدئا في هذا المجال لذلك سأستمر فيه حتى أصل لمستوىً جيد عملا بمقولة "Practice Makes Perfect ".. ارتباط التدوين بالقراءة أمر جيد .. فكلما قرأت أكثر, تحسنت مهارتي في الكتابة .. ربما أشارك تجارباً أكثر أو أكتشف مجالاً جديداً أكتب عنه بشغف, من يدري!! ..
الخط : سأواصل في تعلم خط الرقعة إن شاء الله , وإن تمكنت منه مبكرا ربما أنتقل إلى خط آخر أو أعود إلى الرسم ..
العادات: بناء عادات إيجابية كالقراءة أو الرياضة مثلا سيكون له أثر إيجابي .. ما يميز العادات أنها تصبح تلقائية فلا تحتاج إلى جهد لتقوم بها .. لذلك أفكر في اكتساب عدد منها بإذن الله ..
أخرى : هنالك بعض الأهداف الأخرى التي لم أذكرها كتطوير لغتي الإنجليزية و التقنيات التي أنوي تعلمها , التخلص من بعض المشاكل كالتسويف و التشتت و غيرها من الأهداف التي أتحفظ عن ذكرها لأسباب لشخصية 😅..

ختاما :  

- يجب  أن لا تكون  الأعوام الجديدة مجرد أرقام تتغير .. عمرنا يمضي أيضا مع هذه الأيام .. و من يدري متى ستتوقف أيامنا نحن ..الكثير من الأحلام بداخلنا لكنها لن تتحقق وحدها .. ستظل حلما ما لم نقرر نحن عكس ذلك ..و كما قال الشاعر إيليا أبو ماضي
قل للذي أحصى السنين مفاخرا يا صاح ليس السرّ في السنوات
لكنه في المرء كيف يعيشها في يقظة ، أم في عميق سبات
 - أختم التدوينة بدعاء أعجبني :
اللهمّ عامًا مؤنسًا للقلب مُطببًا للروح تقرّ به عين المساعي والأمنيات.. اللهمّ عامًا معوّضًا عمّا فات ويغدو به كل جميل آت.. اللهمّ حياةً رضيّة وأقدارًا هنيّة لنا ولجميع من نحبّ

 

 


 


تعليقات

  1. أسلوب ماتع وجميل استمتعت كثيرا بقراءتها .. ذكرني أسلوبك أسلوب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله 😊

    ردحذف
    الردود
    1. مشكور ي هندسة .. رغم أن الفارق سنين ضوئية إلا أننا نتشبه بهم فكما قيل إن التشبه بالكرام فلاح 😊

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مع الناس

فشرب النبي حتى رضيت